“بشتخته” .. أهازيج الزمن الجميل

0
285

حوار: شيماء علي جاسم- دبي

التراث هو ثروة من الثروات الكبيرة التي تفتخر بها كل دولة، وماضي دولة الإمارات تملؤه العديد من الذكريات الجميلة التي صنعت الحاضر الذي نعيشه، وستكون الطريق الذي نسلكه نحو المستقبل. ولكن نلاحظ أن هناك قلة وعي بالتراث وأهميته في بناء المستقبل، وخصوصا من قبل الأجيال الجديدة، لذلك حرصت مجموعة من طالبات جامعة زايد على اختيار مشروع تخرجهن ليكون عن فن من الفنون القديمة وهي الأهازيج الجميلة التي كانت تردد من قبل الأجداد في كتابهن “بشتخته” وذلك لإحياء التراث ونشره بين الناس. ومن بين فريق الطالبات ابتسام الزاهد ولقد أجرينا معها حوارا لمعرفة المزيد حول هذا الكتاب وأهميته.

هل لك أن تعطينا فكرة عن مشروع “بشتخته”؟ كتاب “بشتخته “هو مشروع تخرج طالبات كلية “علوم الاتصال والإعلام” بجامعة زايد ،ويضم هذا الكتاب الأهازيج الشعبية ، ويحتوي على معجم .بسيط يشرح المفردات الإماراتية المتداولة قديما ، وينقسم إلى أربعة أجزاء أهازيج “المهاواه” والمناسبات والألعاب والتسلية من أين جاءتكن هذه الفكرة، وما هو الهدف الذي تريدن تحقيقه ؟ جاءت هذه الفكرة عندما كنا نجلس مع جداتنا، فقد كن يرددن هذه الأهازيج ،وجاءت فكرة تدوينها وحفظها وتوثيقها للأجيال القادمة. و كما تعلمون فإن معظم الحافظين كبار في السن وبعضهم قد فارق الحياة، فبدورنا قمنا بتسجيل هذا الجانب التراثي الشعبي وحفظه في كتاب يسهل على الجيل الحالي والقادم الرجوع إليه، والهدف من المشروع كتاب” بشتخته ” هو منح الأجيال القادمة الفرصة للتعرف على الأهازيج الشعبية القديمة والحفاظ على بقائها وعدم اندثارها، و أن يساهم هذا الكتاب في تعريف المجتمع والجيل القادم بتاريخ وعراقة ماضي دولة الإمارات. ماهي الصعوبات التي واجهت المجموعة وكيف استطعتن تخطيها؟ بداية هو مشروع تخرج لذلك لم يكن هناك متسع من الوقت للإنتهاء منه على الرغم من عملنا عليه قبل الفترة المحددة من الجامعة، أيضا لقد كنا في عامنا الدراسي الأخير، ومقبلات على التخرج، و ضغط المواد الدراسية الأخرى، ولكن بعون الله تم اجتياز كل هذه الصعوبات بسهولة عن طريق تعاون الفريق في إنجاز المهمات، وتنظيم الوقت، وتوزيع المهام بين أعضاء الفريق المكون من 3 طالبات وهو عدد بسيط ولكن الفريق متكاتف ومتعاون. ما هي الطرق والمراحل التي مر بها المشروع بها لإنهاء إعداد الكتاب؟ المرحلة الأولى كانت لإختيار الفريق المناسب للبدء في وضع خطة المشروع . والحمدلله على الرغم من عددنا المحدود قمنا بإنجازه. المرحلة الثانية هي خطة المشروع وتوزيع المهام. في البداية قمنا بجمع معلومات وأرقام للتواصل مع حفظة الأزهايج الشعبية من مختلف الإمارات مثل أبوظبي، ودبي ،والشارقة، ورأس الخيمة، وكلباء . وتم توزيع الفريق على تلك المناطق، ثم قمنا بالزيارات الميدانية لكبار السن في منازلهم، وقمنا بتسجيل هذه الأهازيج صوتيا وقمنا بتدوينها، ثم بعد ذلك كتابة الأهازيج وقمنا بالاتجاه إلى خبراء في التراث في الإمارات للتأكد من توثيق المادة الشفهية، وأريد أن أوجه شكرا خاصا لمعالي عبد العزيز المسلم، مدير التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الذي قام بمراجعة الكتاب، ثم قمنا بطباعة الكتاب والحمدلله؛ وتم إعداد حفل خاص بإصدار الكتاب ، فهو أول كتاب إماراتي يجمع الأهازيج الشعبية الإماراتية. في رأيك ما هي الأسباب التي أدت إلى أن يلاقي الكتاب هذا النجاح الباهر ؟ الحفل كان في “مركز وافي” بحضور مدير قرية التراث، وعدد من المسؤولين من جهات حكومية وخاصة ، ومدير الجامعة الدكتور سليمان الجاسم ، وعميدة كلية الإعلام بجامعة زايد، والمشرف على المشروع ، وعامة الناس المهتمين بالتراث والثقافة الإماراتية . أيضا نحن قد اشتركنا في جائزة “تميزوفالك طيب” وسيقام حفل تكريم للفائزين يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر 2013 ، ونأمل بأن نكون في المراكز الأولى. هل هناك أي خطط مستقبلية تطمحن لتحقيقها ؟ الكتاب هو خطوة أولى ، ونفتخر بدورنا لأننا قمنا بحفظ ولوجزء بسيط من الموروث الإماراتي القابل للإندثار ، ونطمح بإصدار جزء ثاني. كلمة توجهينها للطالبات المهتمات بإحياء التراث ؟ علينا تشجيع الجيل الحالي والقادم على التعرف بالتراث الإماراتي والثقافة الإماراتية، وعلينا التمسك بعاداتنا وتقاليدنا وتعليمها لأبنائنا.

This story was originally published on Sept. 18, 2014. It was re-uploaded on Dec. 23, 2020. The photo that accompanied this story was lost due to the loss of the domain name.