حوار: موزة الحمراني
الدخول في مجال يحتله الرجال في أغلب الأحيان قد يكون شيء مخيف و صعب، و لكن هذا لم يوقف فاخرة المنصوري عندما قررت أن تفتح أول ستوديو تطوير ألعاب في أبوظبي، ستوديو “هايبرد هيومانز”. المنصوري تأمل إلى أن تنتعش صناعة ألعاب الفيديو في الشرق الأوسط و الإمارات بالأخص، و تريد أن تصنع ألعاب فيديو تختلف عمّا نراه حالياً من عنف غير ممبرر، و إنما تكون هادفة ذات مضمون مفيد بالإضافة إلى كونها ممتعة و ليست بالضرورة تعليمية أو تلقينية. في الحوار التالي تلقي المنصوري الضوء على مجالها و طموحاتها فيما يتعلق بصناعة ألعاب الفيديو.
عرفينا بنفسك و مجال العمل الذي تخصصتِ فيه؟
إسمي فاخرة المنصوري، أنا من العين – أبوظبي، بدأت ستوديو “هايبرد هيومانز” السنة الماضية بعدما إنتهت فترة تدريبي مع شركة “يوبيسوفت” لصناعة ألعاب الفيديو. أردت أن أبدأ حركة تطوير ألعاب مستقلة في الإمارات العربية المتحدة، فقررت أن أفتتح الستوديو. أحب صناعة الألعاب فهي أفضل شيء في العالم!
و من هم أعضاء الفريق حالياً؟
حالياً نحن خمسة أفراد، أنا رئيسة الستوديو و مصممة الألعاب والمخرجة، و أيضاً لدينا مبرمج إسمة جوزيه من البرتغال، و أيضاً لدينا يحيا، عراقي-ألماني مختص بتصميم المراحل في الألعاب، و لدينا رسامّة عمانية تقوم برسم البيئات و قد قامت بالعمل مع “كارتوون-نيتوورك” لفترة، بالإضافة لمصمم الشخصيات من أصل سوداني من أبوظبي و اللذي يقوم أيضاً بتحريك الشخصيات. كما لدينا فنان قصصي من ألمانيا و مؤلف موسيقي من المملكة المتحدة بدأنا نعمل معه و سيقوم بتأليف موسيقى اللعبة و التأثيرات. ففريقنا عالمي مكون من أشخاص من مختلف الأماكن.
كيف تختارين اعضاء الفريق و ما هي المؤهلات التي تبحثين عنها فيهم؟
أختار أعضاء فريقي بناءً على المهارات التي سنحتاجها للمشروع الذي نعمل عليه أو الذي نخطط أن نعمل عليه. أنا دقيقة في إختياري لعضو مُحتمل، حيث أنني أؤمن أنه بالإضافة إلى أن يمتلك الشخص مجموعة المهارات اللازمة للمشروع، الإستمتاع بمجالسة ذاك الشخص قد تجعل وقت العمل على اللعبة مثمر و أكثر مرحاً، كما أن التواصل بينهم سيتم بطريقة أسهل و سيشجّع حس الإبداع الذي يعتبر أمر مهم جداً لمهنة كهذة و أيضاً لفريقنا الصغير.
حدثينا عن مشروعك الحالي أو أي مشروع مستقبلي؟
بدأت (Hop Hop Away) بفكرة صناعة لعبة هاتف بقصة و هدف لللاعبين العفويين، و التي قد تؤثر على أفعالهم في الواقع. ثم مع ذلك أتيت بلعبة ألغاز و مغامرات عن مساعدة الحيوانات، أو الأرانب، التي تتعرض لسوء المعاملة من سيرك (EVOL)، الذي يترأسه مدير الحلبة القاسي، حتى يصلون إلى المزرعة السعيدة. كلما إبتعد الأرانب من السرك تبدو عليهم ملامح السعادة و الصحة و تصبح المراحل أكثر تحدياً. الشيء الذي نريد أن يأخذه اللاعب اليقظ هو أن يفكر في ما تتعرض له الحيوانات في هذه المهن، حيث أنهم يُستغلون من أجل الترفيه عن طريق سرقة حريتهم و صحتهم.
أما للمشروع الأكبر سيكون لعبة مغامرات أكشن للمنصات المنزلية، لأنني أحب المنصات المنزلية شخصياً و لأنها تمثل جزءاً أكبر من سوق الألعاب. أريدها أن تعكس ثقافة الإمارات، أريد أن يلعبها الناس و يفكرون “يا إلهي هكذا يعيش الإماراتيون!”، أود أن أحكي قصة الثقافة المحلية و أن تحتوي اللهجة المحلية أيضاً، و بالأخص لهجة المنصوري عائلتي، لكن في نفس الوقت تكون موجهة للجمهور العالمي. ستحتوي على اللغة الانجليزية أيضاً و لكن أريد أن تكون فريدة من نوعها حيث تشد القصة اللاعب بينما نظام و ميكانيكية اللعب ستجعله يستمتع أيضاً بلعبها.
ما هي مصادر إلهامك خلف اللعبة و خلف إفتتاحك الستوديو؟
أحب الحيوانات، نشأت حول مختلف الحيوانات مثل الكلاب و القرود و أعرف كيف تُعامل هذه الحيوانات من قبل السيرك، و كوني أهتم بالبيئة فقد قمت بالسابق بالعمل على لعبة تتمحور حول فكرة التغلّب على شخص يهدد و يخرّب البيئة. و كما ذكرت فإني أحب أن تحمل ألعابي مضموناً مفيداً و لتجعل العالم مكاناً أفضل. قد يكون نهجاً مثالياً و لكن لما لا؟ شخص واحد قد يولد تفاعلاً متسلسلاً يجعل الآخرين يقومون بنفس الشيء.
خذينا خلال عملية صنع لعبة فيديو
أستطيع أن أجمع تطوير الألعاب في ثلاث كلمات: (Think. Feel. Game)، هذا شعار الشركة و معناه فكر، حس، إلعب. قم بعصف ذهني حتى تصل إلى فكرة اللعبة، ثم فكر بالتجربة التي تريد أن يحصل عليها اللاعبين. إبدأ بصنع نماذج لأفضل الأفكار ثم كرر هذه العملية حتى تشعر أنك حصلت على الشيء الذي تريده، ثم إبدأ ببناء اللعبة و إختبارها على قدر ما إستطعت. مطورو ألعاب الفيديو هم أكثر الناس إنتقاداً لألعابهم. شعاري في صناعة ألعاب الفيديو هو صناعة ألعاب مثيرة و تجربة بارزة تركز على اللاعب. أريد أن أشارك الناس قصص مشوقة و ميكانيكيات لعب تفرحهم.
ما رأيك في هذه المعارض (معارض الفن و الألعاب) و هل تساعدكم كمطوري ألعاب مستقلين؟
نعم بالطبع تساعدنا، تمثل فرصة للعديد من الترويج و الدعاية. نحن كمطوري ألعاب مستقلين نتعرض لسوء الفهم من قبل الناس، يظنون أننا نستعين بمصادر خارجية أو أننا مصنع ألعاب أطفال و لا يفهمون معنى صناعة ألعاب الفيديو. و بعض المعارض تنظيمها سيء، لدي قائمة طويلة من الشكاوي. أسعار الطاولات عاليه جداً بالنسبة لمساحة صغيرة كهذة، و لكن في اليد الأخرى، مقابلة ناس ذوي إهتمامات مشابهة شيء ممتع و هؤلاء الأفراد هم نفسهم الذين سيكونون مهتمين بمشروعنا و سيجربونه.
نقوم بمشاغل لتعليم الناس كيف يطورون الألعاب لانهم يحتاجون إلى وعي كونه سوق صغير هنا بينما يعتبر أكبر في السعودية و البحرين. و على حد علمي أنا الفتاة الوحيدة هنا في هذا المجال لذلك سيكون أمراً فذاً إذا جمعنا إهتمام من قبل المزيد من الفتيات، و على سبيل الذكر، هذا الشهر سأقوم بمشغل يخص تعليم الفتيات صناعة الألعاب و تنمية إهتمامهم في هذا المجال.
هل لاحظتي تغيراً في الإهتمام و تقبل هذا المجال في المنطقة خلال السنوات الماضية؟
نعم هنالك إرتفاع في مستوى تقبل المواطنين لهذه الأشياء و يساعدنا هذا الشيء كثيراً في الستوديو
كيف تؤثر برامج و مواقع التواصل الإجتماعي على الستوديو؟
برامج التواصل الإجتماعي هي خبير التسويق المتوفر لأي أحد يملك الذكاء اللازم لأن يستغله. ساعدتنا كثيراً حيث أن سهولة إستخدامها تساعدنا أن نتواصل مع الجمهور الذي نهدف أن نجذبه. بالإضافة إلى ذلك، حضور المعارض و الأحداث التي تخص مهنتنا و نشر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي هناك ترد لنا بعائد من المتابعين الذين قد يصبحو لاعبين مخلصين لألعابنا. على سبيل المثال، إستخدام وسم (هاشتاق) مثل #IndieDev و#GameDev في تغريداتنا تساعدها أن تصل إلى من يهمه الأمر، و قد لا يتعلق ذلك باللاعبين دائماً، حيث أنه يساعدنا أن نتواصل مع مطوري ألعاب آخرين قد نتعاون معهم مستقبلاً.
ذكرتي قبل قليل أن هنالك قلة من الإناث في مجال صناعة الألعاب، فكإمرأة خليجية هل واجهتي أي مشاكل عندما فتحتي الستوديو، هل عارضك أهلك؟
لا، أهلي يدعموني بما هو كافي. قد تزعجهم ساعات عملي الطويلة حيث أبقى في الستوديو لساعات متأخرة في الليل فيعاتبوني حتى أرتاح قليلاً. و لكن كإمرأة في هذا المجال لم أواجه العديد من المشاكل و لكن عندما إفتتحت الستوديو لم تعلم الحكومة كيف تصنف الستوديو كونه مجال عمل جديد، فضللت أراجعهم من أجل الرخصة و التسجيل، ظنوا أننا مصنع يصنع ألعاب صغيرة في البداية لأنهم لم يفهمو صناعة ألعاب الفيديو. أخبرونا أنني أول شخص يملك هذا النوع من النشاط في أبوظبي، و هذا شرف. و لكنه أمر محزن في نفس الوقت أنه ليس لدينا العديد من صنّاع الألعاب بينما هو مجال مشهور و مطلوب خارج الشرق الأوسط.
هل لديك كلمة تشجيعية للشباب العرب أو الإماراتيين المهتمين بصناعة ألعاب الفيديو؟
إذا لديك الحماس أو حتى الفضول حول صناعة الألعاب، فكر في هذا الأمر: سوف تلعب ألعاب فيديو بهدف إجراء البحوث. لن تجد مهنة أكثر مرحاً من هذه! إجعلها مهنتك. بإمكانك أن تكون فنان، مبرمج، مصمم مراحل، محرّك شخصيات، أو أن تستعمل أي مجموعة من المهارات التي تملكها. إذا لديك الشغف و الطموح لصناعة الألعاب إذاً هي المهنة المثالية لك. أحب صناعة الألعاب لأنه يحفزني ذهنياً، و لا توجد لحظة مملة في ذلك.
About the Author
Mouza AlHamrani is a second-year student studying at Zayed University majoring in Multimedia Design. She enjoys all forms of art and often posts her own works online.
This story was originally published on May 26, 2015. It was re-uploaded on Dec. 25, 2020.