دكتور طارق عبد الله: أصبح هناك تقدماً ووعياً بأهمية الوقف

0
399

حوار: خلود رشيد – دبي

دكتور طارق عبدالله أستاذ في جامعة زايد في معهد دراسات العالم الإسلامي. حاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد والاجتماع. يرى أن من أهم معايير المدرس الناجح هو إبراز مميزات و مهارات كل طالب لديه. دكتور طارق لديه اهتمامات عديدة ومنها: اهتمامه بالوقف. فقد عمل كمستشار تحرير في مجلة “أوقاف” في الكويت. في الحوار التالي نلقى الضوء على وجهات نظر هذه الشخصية المتفائلة.

 عرفنا بنفسك؟

أنا دكتور طارق عبدالله. أدرس في “معهد دراسات العالم الإسلامي”. أدرس مادة “حضارة إسلامية 1 “، و “حضارة إسلامية 2 “. كما أدرس أيضاً بعض برامج الماجستير تحديداً في مجال الاقتصاد بحكم أن خلفيتي العلمية دراسة اقتصاد. وهذه هي السنة العاشرة لي في جامعة زايد.

ما هي خبراتك التعليمية؟

عملت في الكويت لأربعة سنوات، وأمريكا في جامعة العلوم الإسلامية و الاجتماعية، و كندا في قسم علم الاجتماع، و درست مادة الاقتصاد. ولكن أطول مدة قضيتها هي في جامعة زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

كونك خضت تجربة التدريس في جامعات مختلفة، ما هي التحديات التي واجهتك؟ وكيف تغلبت عليها؟

أنا أعتقد، بعد هذه السنوات الطويلة، أن المدرس الناجح هو الذي يعتبر أن كل فصل كأنه فصل جديد. بمعنى جديد أي بأن كل فصل هو تحدي بحد ذاته حتى وإن درّس سنوات عديدة.

 كما أن كل قسم يعتبر تحدياً، أي بما معناه أن كل فصل من فصول السنة الدراسية يحمل نوعية خاصة وطلبة خاصين، و كل طالب هو عالم بحد ذاته، فبالتالي تتفاعل معه بطريقة مختلفة. وقد يشترك الطلبة في السن، وفي الخلفية الثقافية، وفي اللغة أيضاً، إلا أن كل طالب لديه ميزة. وعلى المدرس الناجح أن يكتشف تلك المميزات التي تحملها كل شخصية والمهارة التي يمتلكها. وبالتالي هذا يعتبر تحدياً بحد ذاته، أن تستطيع أن تنجح مع طالب كما أنها عملية ليست سهلة في خضم التصحيحات و العمل الإداري.

هل ترى هناك اختلافاً في تفكير طالب العلم العربي عن الغربي؟

الحقيقة هي أن الخلفيات الثقافية مختلفة تماما، هناك مشتركات إنسانية بين كل البشر، ولكن في الغرب من أهم الإيجابيات الموجودة في الثقافة الغربية عموما وفي الطلبة خصوصاً هي تحمل المسؤولية. على سبيل المثال: كنت أدرس طالبات يعملن ويدرسن في وقت واحد. كانت هناك طالبة في الليل تعمل في “ماكدونالدز” و في النهار تدرس في الجامعة، لأن المدارس ليست مجانية في كندا تحديداً، و أمريكا الشمالية عموماً. فبالتالي هي مضطرة أن تعمل في المساء لتدفع رسوم الجامعة. مع ذلك فهي دائما تحرص بأن تكون أول الحاضرات. ولكن هناك جوانب إيجابية كثيرة جدا في مجتمعاتنا، وهي علاقة الاحترام، و الأخذ بنصائح المدرس.

هل ترى هناك تطوراً فكرياً لدى طلاب هذا الجيل؟

من النادر الآن أن نشاهد طالباً يقرأ كتاباً غير كتب الدراسة. أصبح الناس – ليس فقط الطلاب- يميلون إلى استخدام الهاتف أو الكمبيوتر لقضاء وقت فراغهم على الإنترنت. أصبح هناك انتشاراً لفكرة التعليم الإلكتروني، فقل اهتمامهم بقراءة الكتب.

كنت مستشار تحرير مجلة “أوقاف”، ما الذي جذبك إلى هذا المجال؟

الوقف هو أن يتحرك المجتمع للاعتماد على ذاته. و الوقف أعتقد أن هو طريق الذي يمكن من خلاله أن  تقوم المجتمعات بتلبية الاحتياجات الضرورية بالاعتماد على الجهود الذاتية لأفراد المجتمع، ولا تعتمد على الدولة ولا على القطاع الخاص، مع أهمية الدولة و القطاع الخاص. على سبيل المثال: أمريكا أكبر قوة وقفية في العالم الآن. عندما نتحدث عن أهم جامعاتها الأساسية و الرئيسية مثل: “هارفرد” و “ام اي تي”. ونجد أنها تعتمد على صناديق مخصصة لتقديم هذه الخدمة التعليمية، كما نجد الناس يتسابقون لدخول هذه الجامعات التي تحتضن أهم المدرسين. ما جذبني لهذا المجال هو زيادة حصانة المجتمع.

  في رأيك ما هو وضع الوقف في الآونة الاخيرة، هل ترى تقدماً ووعياً للمجتمع بأهمية الوقف؟ 

أرى أنه منذ عشرين سنة أصبح هناك صحوة وقفية واهتماماً بالوقف. على سبيل المثال لدينا في جامعة زايد عشر وقفيات منها الحبتور، وبن حمودة، وغيرهما.

هل ترى هناك إقبالاً على دراسة هذا التخصص؟

الماجستير الوحيد في العالم في الدراسات الوقفية هو في جامعة زايد. ويدرس فيه طلبة من الإمارات ومن دول أخرى مثل: عمان، و المغرب، و المملكة العربية السعودية، والكويت. ولكن في رأيي أنه قليلا ما يسلط الضوء على الوقف في الإعلام، فمن خلاله قد نرى في المستقبل إقبالاً أكثر للناس على هذا التخصص.

ما هي نصائحك للطلاب الذين يودون أن يتخصصوا في دراسة الوقف؟

في البداية أنصحهم بأن يأخذوا فكرة حول هذا التخصص لأنه مهم جداً. كما أنهم يستطيعون دخول موقع جامعة زايد لمعرفة المعلومات المتعلقة بماجستير الدراسات الوقفية.

This story was originally published on Sept. 7, 2014. It was re-uploaded on Dec. 23, 2020. The photo that accompanied this story was lost due to the loss of the domain name.